حقائق حول البرق تعرف عليها
بيَّنت التجارب أن أي ومضة برق ليست مستمرة كما نراها، بل تتألف من عدة أطوار، أهمها طور المرور وهو الشعاع الذي يمرُّ و يخطو من الغيمة باتجاه الأرض، و طور الرجوع، و هو الشرارة التي ترجع باتجاه الغيمة. وهذا يعني أن شعاع البرق يمر ثم يرجع خلال زمن غير مدرك بالعين المجردة، و هذا الزمن يقدر وسطيا بعشرات الأجزاء من الألف من الثانية وهنا نتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم، متحدثاً عن ظاهرة البرق: “ألم تروا إلى البرق كيف يمرُّ و يرجع في طرفة عين” صحيح مسلم.
ففي هذا الحديث معجزة علمية شديدة الوضوح، خصوصا و أن العلماء يستخدمون الكلمة ذاتها التي استخدمها النبي عليه الصلاة و السلام، و ذلك من خلال تعبيرهم عن طوري المرور و الرجوع، و أن هذين الطورين يستغرقان مدة من الزمن تساوي الزمن اللاَّزم لطرفة عين.
حقائق حول ظاهرة البرق :
حيَّرت ظاهرة البرق العلماءَ على مدى قرون طويلة. و نُسِجت عدة أساطير حولها، إذ أن الحضارات القديمة كانت تعامل هذه الظاهرة على أنها حدث مقدس يرتبط باللآلهة.
فعلماء الإغريق كانوا بفسرون البرق على أنه سلاح الإله زيوس الذي يخوف به أعدائه. و بعض شعوب أوروبا كانوا يؤمنون بوجود ثور يركب عربة و يخترق الغيوم، و في يده مطرقة كلما طرق بها تولَّد البرق. و هكذا ظلت الخرافات مسيطرة على عقول الناس آلاف السنين.
البرق في العصر الحديث:
في عام 1746 بدأ العالم بنيامين فرانكلين تجاربه حول الكهرباء، ثم اقترح أول تجربة علميةأثبت من خلالها الطبيعة الكهربائية للبرق. أي أن البرق ما هو إلاَّ شرارة كهربية ناتجة عن التقاء شحنتين كهربائيتين متعاكستين.
و في العام 1752 قام العالم الفرنسي توماس فرنسوا بتطبيق هذه التجربة، فصنع طائرة ورقية و ربطها بسلك معدني ثم أرسلها عالياً في يوم ممطر، و عندما قرَّب نهاية القضيب من الأرض انطلقت شرارة قوية تشبه شرارة البرق. فأثبت بذلك أن الغيوم تحتوي على شحنات كهربائية.
و استمرت التجارب على الغيوم الرعدية و البرق إلى أن بدا التصوير الفوتوغرافي للبرق عام 1935 في الولايات المتحدة الامريكية. و أخيرا بفضل التصوير الفائق السرعة و المعالجة الرقمية للبيانات استطاع العلماء أن يبرهنوا أن ومضة برق واحدة قد تتألف من عدة ضربات، و كل ضربة تتألف من عدة مراحل و أطوار.
أنواع البرق:
برق غيمة-أرض
هناك عدة أنواع من الرق تحدث حسب مكان وجود الشحنتين الموجبة و السالبة. و أكثر الأنواع شيوعا هو البرق الناتج من التقاء شحنتين متعاكستين بين الغيمة و الأرض. فغالبا ما تكون الغيمة ذات شحنة سالبة عند الجهة القريبة من الأرض، أما سطح الأرض فيكون ذا شحنة موجبة، و يسمي العلماء هذا النوع ” برق غيمة-أرض”.
برق غيمة-غيمة
النوع الثاني يحدث بين غيمة و غيمة اخرى، و بما ان الوسط الذي تتجمع فيه الغيوم يمتلئ بالحقول الكهربائية فإن احتمال تلامس الشحنات المتعاكسة و اتقائها كبير جداّ.
برق غيمة-هواء
هذا النوع يحدث حين تكون الغيمة محمَّلة بشحنة كهربائية، و الهواء المحيط بها من أحد جوانبها يحمل شحنة معاكسة. وعندما تكون كمية الشحنات الكهربائية في الغيمة و في الهواء كافيةينطلق شعاع البرق، و يحدث هذا النوع الذي يعرف ب «برق غيمة-هواء».
هناك أيضا نوع آخر و هو البرق بين الغيمة و طبقات الجو العليا، و يحدث بين الطبقات العليا في الغيوم الركامية وبين طبقة الأيونوسفير و التي تحتوي على حقل كهربائي بشكل دائم.
كيف يحدث البرق؟
عندما تلتقي الشحنات المتعاكسة ينتج عنها ومضة كهربائية، و هذا ما يحدث مع البرق.
فالغيوم تتكون نتيجة تجمع جزيئات البخار المرتفع من الأرض التي تكون محمَّلة بشحنات كهربائية موجبة و سالبة، فينتج البرق نتيجة لتفاعلها و احتكاكها و اصطدامها.
حقائق و أرقام:
-
في كل ثانية هنالك مائة ومضة برق في العالم.
-
في كل يوم هنالك 8.6 مليون ومضة برق.
-
كل ومضة برق تواد توترا كهربائيا يتراوح بين 100 مليون و حتى 1000 مليون فولت.
-
إن البرق لا ينحصر فقط في العواصف الرعدية، بل تمت مشاهدة بعض أنواع البرق في الأعاصير الكبيرة، وفي البراكين، و في العواصف الثلجية الضخمة.
موضوع قد يهمك أيضا : يرث الأطفال الذكاء من جهة الأم وليس الأب، دراسة حديثة