شبكة تفكر الثقافية
يرث الأطفال الذكاء من جهة الأم وليس الأب، دراسة حديثة
تؤكد دراسات علمية جديدة أن جينات الذكاء ترثها الأجنة عن الأمهات و ليس الأباء.
فمن المرجح أن تنقل النساء جينات الذكاء إلى أطفالهن بما أن عامل الذكاء ينتقل عبر الكروموزوم X ، الموجود بشكل مضاعف لدى الأمهات. في حين أن الرجال لديهم واحد فقط.
بالإضافة إلى ذلك ، يؤمن العلماء أن الجينات الخاصة بالوظائف المعرفية المتقدمة الموروثة من الأب قد يتم إبطال مفعولها تلقائيًا.
إلا أن الأبحاث توضح كذلك أن علم الوراثة ليس هو العامل الوحيد الذي يحدد الذكاء – حيث يقدر أن 40 إلى 60 في المائة فقط من الذكاء هو وراثي، أما الجزء الأخر فيعتمد أساسا على البيئة و المحيط.
كما وجد الباحثون أن الأمهات يلعبن دوراً بالغ الأهمية في هذا الجزء غير المُورَّث من الذكاء، حيث تشير بعض الدراسات إلى وجود ارتباط وثيق بين الأم والطفل يرتبط ارتباطاً وطيدا بالذكاء.
وجد باحثون في جامعة واشنطن أن العلاقة العاطفية القوية التي تربط الأم والطفل أمر حاسم لنمو بعض أجزاء الدماغ.
قام العلماء بدراسة و تحليل الطريقة التي ترتبط بها مجموعة من الأمهات بأطفالهن لمدة سبع سنوات، حيث أكدت النتائج أن الأطفال الذين تم دعمهم عاطفياً وتلبية احتياجاتهم الفكرية كان لديهم حُصَين أكبر بنسبة 10٪ عند 13 في المتوسط من الأطفال الذين لم يتلقوا الدعم العاطفي من طرف أمهاتهم. الحصين هي منطقة في الدماغ مرتبطة بالذاكرة والتعلم والاستجابة للضغط النفسي.
يُعتقد أن وجود علاقة قوية مع الأم يمنح الطفل شعوراً بالأمان مما يسمح له باستكشاف العالم، والثقة في حل العديد من المشاكل. بالإضافة إلى ذلك ، تميل الأمهات التي تكرس وقتها لأبنائها إلى مساعدتهم على حل المشكلات ، الشيء الذي يساعدهم أكثر على تحقيق أهدافهم و الوصول إلى تحقيق ذواتهم.
بالطبع، لا يوجد سبب لعدم قدرة الآباء على تنشئة و إذكاء عامل الذكاء كالأمهات. إلا أن الباحثين يشيرون إلى أن مجموعة كاملة من الصفات الجينية الأخرى المحددة ـ مثل الحدس والعاطفة ـ والتي يمكن أن تكون موروثة من الأب ، تعد أيضًا ذات أهمية كبرى لتنمية الذكاء.
